28. سبتمبر 2025

أول زيارة إلى سوريا بعد اثنتي عشرة سنة من الهروب

قبل اثني عشر عامًا، فرّ الدكتور يوسف كنجو مع عائلته من الحرب في سوريا. حتى عام 2013، كان عالم الأنثروبولوجيا مديرًا للمتحف الوطني في حلب ويكتب حالياً في تونيوز الدولية في توبنغن. والآن تمكن للمرة الأولى من زيارة وطنه مرة أخرى. وقد تحدث معه برنهارد كيرشنر عن خططه ومشاعره قبل مغادرته

تونيوز: ما هو شعورك وأنت ترى بلدك الأصلي مرة أخرى بعد اثني عشر عاماً؟
يوسف: مشاعري لا توصف. قبل كل شيء، أشعر بفرح وسعادة كبيرين، ولكن في نفس الوقت شوق عميق. كنت أنتظر وأحلم بهذه اللحظة منذ سنوات عديدة
بعد اثنتي عشرة سنة في المنفى الاختياري يمكنني الآن العودة إلى سوريا. أشعر وكأنني أولد من جديد! الفرح ممزوج بالخوف وعدم اليقين، وكأنني أدخل عالمًا جديدًا تمامًا
أحيانًا لا أكاد أصدق أنني سأعود بالفعل إلى سوريا – بعد أن فقدت الأمل منذ فترة طويلة … في كل مرة أفكر فيها بالوصول أخيرًا إلى بلدي الأم ورؤية عائلتي وأصدقائي ووطني مرة أخرى، تتسارع دقات قلبي

ما مدى صعوبة الاستعدادات للرحلة؟
صعبة للغاية. حتى مجرد العثور على الرحلة المناسبة لم يكن سهلاً. لا توجد حتى الآن رحلات مباشرة إلى دمشق. بالإضافة إلى ذلك، فإن تذاكر الرحلات الأخرى المحتملة باهظة الثمن. في النهاية، وجدت رحلة إلى بيروت. يمكنني بعد ذلك أن أستقل سيارة أجرة من بيروت إلى حلب. لكن ذلك كان صعباً جداً أيضاً إلى أن وجدت من يقلّني إلى حلب
كان عليّ أيضاً أن أفكر ملياً فيما يمكنني أخذه معي. هدايا لعائلتي وزملائي وأصدقائي. لم يكن من السهل معرفة ما يمكنهم استخدامه
وكان عليّ أيضاً أن أستعد لعملي هناك. ما هي المواد التي يمكنني أخذها معي لإنشاء برنامج مشترك؟ قمت بتنظيم اجتماع مع زملائي في المتحف. استغرق كل ذلك الكثير من الوقت

وهل كانت هناك مشكلة في الحصول على الأوراق والوثائق اللازمة لدخول البلاد؟
آمل ألا تكون هناك أي مشاكل عند دخولي البلاد. لأن لدي جواز سفر ألماني. لقد حصلت على الجنسية قبل عام. وبدون جواز السفر الألماني، لن تكون هذه الرحلة ممكنة

لنأمل أن تسير الأمور على ما يرام. ما هي خططك في حلب؟
أولاً، سأذهب لزيارة عائلتي وأقاربي. ثم سأذهب إلى زملائي في المتحف لمناقشة ما يمكننا القيام به. ما هي المساعدة التي يحتاجونها، وما هي المواد المطلوبة. ثم أريد أيضاً أن أزور المدينة القديمة في حلب والسوق القديم والمسجد الاموي والقلعة وجميع المواقع الأثرية التي دُمرت، وأود تصويرها

وماذا تريد أن تفعل بالضبط في المتحف؟
سأكون في المتحف لمدة يومين. وهو ليس في حالة جيدة، فقد دُمر أجزاء من المبنى لكنه لا يزال قائماً، لا توجد معروضات في صالات المتحف. كل النوافذ محطمة. ولهذا السبب سأتحدث مع زملائي عن المساعدة المطلوبة. من ألمانيا، على سبيل المثال. نحن بحاجة إلى الخبرة والمواد اللازمة لإعادة الإعمار، لذا نحتاج إلى الكثير من الأموال من الحكومة والمؤسسات والأفراد

يوسف كنجو. الصورة: تونيوز الدولية / بريجيت جيزل.

وأين القطع الأثرية والكنوز التي كانت معروضة؟
لا تزال موجودة، ولكنها ليست في حالة جيدة. لم يستطع الزملاء القيام بأي شيء خلال الحرب. هناك الكثير من المياه في المتحف، الرطوبة مرتفعة في مستودعات المتحف. وهذا ليس جيدًا بالنسبة للقطع الأثرية

وهل بقي زملاؤك في حلب؟
لا، لم يتمكنوا من البقاء في حلب. كانوا في المنطقة. لكنهم لم يتمكنوا من الذهاب إلى المتحف. كما أنها المرة الأولى التي تمكنوا فيها من العودة. إنها فرحة كبيرة أن اراهم مرة أخرى بعد اثني عشر عاماً

ما مدى أمان الوضع في حلب، خاصة بالنسبة لك، هل الوضع خطير؟
الوضع الأمني ليس جيداً في حلب. خاصة في الليل. لا توجد مشكلة أثناء النهار. لكن في الليل لا توجد كهرباء ولا توجد شرطة. الوضع ليس آمناً. لهذا السبب سأفعل كل شيء خلال النهار فقط. الأمر ليس خطيراً في الواقع، ولكن عليّ أن أحترس وأتوخى الحذر. إلى جانب ذلك، أنا دائماً مع أشخاص آخرين

هل ستذهب أيضاً إلى أماكن أخرى؟
يجب أن أذهب أيضاً إلى دمشق لأن هناك المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية هناك. أريد أن أناقش هناك ما يمكن عمله للمتحف والمدينة القديمة في حلب. والمديرية العامة ستقرر أي من خططنا سيتم تحقيقها أم لا. الأمر يتعلق بالمستقبل. سألتقي هناك بالعديد من الزملاء والمعارف القدامى

ما هي أهم أمنياتك؟
أمنيتي الكبرى هي أن أتمكن من مساعدة الناس. أن أتمكن من جلب مشاريع جديدة من ألمانيا إلى سوريا بعد المحادثات مع زملائي، حتى يمكن إعادة بناء المتحف والمدينة القديمة. وبالطبع أن يبقى الجميع بصحة جيدة وأن يتمكنوا من العيش في أمان
شكراً لك يوسف على المقابلة. أتمنى لك رحلة آمنة وحظاً موفقاً

tun25021101

www.tuenews.de/ar