برنهارد كيرشنر
يعتبر يوسف كنجو حماية المواقع الأثرية في سوريا أمرًا بالغ الأهمية. وكان يشغل سابقًا منصب مدير المتحف الوطني في حلب، قبل أن يفرّ من الحرب في بلده عام 2013، وهو يعيش الآن مع عائلته بالقرب من توبنغن.
لقد دُمّرت العديد من المواقع والمباني الأثرية في سوريا أو تضررت أو أصبحت مهددة. وبعد سقوط نظام الأسد، هناك الآن فرصة لإنقاذ التراث الثقافي بمساعدة دولية. ويودّ يوسف كنجو، أحد العاملين في تونيوز إنترناشيونال، أن يساهم في ذلك
إزالة الألغام وغيرها من المتفجرات
تنتشر الألغام والقذائف غير المنفجرة وبقايا الذخائر في العديد من الأماكن. ويهدف عالم الآثار وزملاؤه إلى إزالتها في أسرع وقت ممكن. أما أعمال التنقيب الأثري، فهي غير واردة في الوقت الحالي. “ولكن قبل كل شيء، يتعلق الأمر بسلامة الأطفال الذين كثيرًا ما يلعبون هناك”، يقول كنجو بقلق.
مشروع تجريبي باستخدام طائرات بدون طيار
أطلق الدكتور يوسف كنجو (53 عامًا) مشروعًا تجريبيًا باستخدام طائرات بدون طيار، بدعم من زملائه في جامعة برلين للعلوم التطبيقية (HTW) ومؤسسة جيردا هينكل. وستحلق هذه الطائرات بشكل منهجي فوق المواقع الأثرية وتلتقط صورًا فوتوغرافية، تُدرج لاحقًا في قاعدة بيانات ليتم تحليلها. وسيمكّن النموذج ثلاثي الأبعاد الناتج عن هذه الصور الخبراء من تحديد مواقع الذخائر المتفجرة والعمل على إزالتها. كما سيُستخدم هذا النموذج في توثيق وتسجيل المواقع والمباني الأثرية رقميًا ضمن قاعدة بيانات وطنية

ورشة عمل حول الطائرات بدون طيار في حلب
أُقيمت ورشة عمل لمدة أسبوع في مدينة حلب خلال شهر مايو/أيار، بمشاركة مدرب ألماني من جامعة “HTW”. قام المدرب بتدريب موظفين من المتحف الوطني في حلب، والمديرية العامة للآثار والمتاحف، بالإضافة إلى العاملين في منظمة الدفاع المدني المعروفة باسم “الخوذ البيضاء”. شملت الورشة تعريف المشاركين بكيفية التحكم بالطائرات بدون طيار، وجمع البيانات وتحليلها. وبعد الجزء النظري، أُجريت تدريبات عملية على استخدام الطائرات بدون طيار في قلعة حلب، حيث تم التحليق فوق المنطقة وتصويرها بشكل منهجي. في المرحلة التالية، انتقل الفريق إلى موقع “العيس”، وهو موقع أثري يقع بالقرب من حلب، ويعود تاريخه إلى عصور مختلفة تشمل العصر البرونزي، والعصر الهلنستي، والعصر البيزنطي.

مواقع أثرية ذات أهمية استراتيجية أثناء الحرب
كان موقع “العيس” ذا أهمية استراتيجية خلال الحرب، نظرًا لطبيعته الجغرافية وموقعه. فقد قام جيش النظام السوري بتسوية الموقع الأثري وإقامة السواتر فيه، وشهد الموقع عدة معارك، كما أفاد كنجو. لهذا السبب، يُشتبه في وجود بقايا ذخائر غير منفجرة في المنطقة. وحتى الآن، لم يُكتشف أي شيء، لكن صور الطائرات بدون طيار لا تزال قيد التحليل. وإذا تم العثور على أي بقايا، فإن الخطة تقضي بأن يتولى المتخصصون عملية إزالتها.

البحث عن تمويل لمشروع الطائرات بدون طيار
“نحن سعداء للغاية بكيفية سير المشروع التجريبي. إنه مشروع مفيد بالفعل”، يقول عالم الآثار البالغ من العمر 53 عامًا، مشيرًا إلى النجاح الذي حققه المشروع حتى الآن. ويضيف أن المشاركين تعاملوا مع المعدات بكفاءة عالية. كما يلاحظ كنجو وجود اهتمام متزايد من البعثات الأثرية الأخرى بالعودة إلى العمل في سوريا. وقد زارهم وفد من السفارة الألمانية في دمشق لفترة وجيزة، ما يعكس الاهتمام الدولي بالمشروع. ويطمح كنجو إلى توسيع مشروع الطائرات بدون طيار ليشمل مواقع أثرية أخرى في أنحاء سوريا، وهو الآن يبحث عن ممولين في ألمانيا لدعم هذه الخطوة. ويصف هذا التحدي بأنه المرحلة الكبرى التالية في مسار إعادة بناء وطنه.
المزيد من المقالات من تونيوز حول هذا الموضوع:
tun25041001
tun25032401
tun25031105
tun25061704