يوسف كنجو وميشائيل سيفرت
اكتشف فريق دولي من علماء الحفريات، من سوريا والبرازيل وجامعة توبنغن، في شمال سوريا نوعًا منقرضًا من السلاحف البحرية لم يكن معروفًا من قبل. ويُعد هذا الاكتشاف فريدًا من نوعه في سوريا.
تتضمن الدراسة، التي نُشرت عام 2025 في المجلة العلمية Papers in Palaeontology، وصفًا علميًا مفصلًا لهذا الحيوان الذي أُطلق عليه اسم Syriemys lelunensis (سلحفاة ليلون السورية)، نسبةً إلى الموقع الذي عُثر عليه فيه في جبل ليلون في منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي.
ماذا نعرف عن سلحفاة ليلون السورية؟
عُثر على الحفرية عام 2010 في مقلعٍ للحجر الجيري، وخضعت في السنوات التالية لفحوص شاملة باستخدام التصوير المقطعي المحوسب (CT) والتحليل المجهري.
أظهرت النتائج أن السلحفاة البحرية تعود إلى أوائل العصر الأيوسيني (قبل نحو 56 مليون سنة)، ما يجعلها أقدم اكتشاف مؤكد لعائلة Stereogenyini البحرية. وهي مجموعة خاصة من السلاحف ذات الأنف الخنزيري. يمتد تاريخ هذه المجموعة بأكثر من عشرة ملايين سنة عمّا كان معروفًا سابقًا.
تتميّز هذه الفصيلة الجديدة من السلاحف البحرية بخصائص تشريحية فريدة في درعها العظمي وعظام الحوض والأطراف، مما يؤكد أنها فصيلة لم تُسجّل من قبل. ويعتقد الباحثون أن أسلاف هذه السلاحف البحرية انتشرت عبر البحر الأبيض المتوسط إلى محيطات العالم القديم خلال فترات ارتفاع مستوى سطح البحر في العصر الأيوسيني. في ذلك الوقت، كانت الأراضي التي تُعرف اليوم بسوريا مغمورة بالمياه طوال العصر الطباشيري وحتى أواخر العصر الميوسيني، أي بين نحو 145 و5.3 ملايين سنة مضت.
يكتسب هذا الاكتشاف أهمية علمية خاصة بالنسبة إلى سوريا، إذ يُعد أول وصفٍ علمي لنوعٍ من الفقاريات المنقرضة يُكتشف في هذا البلد. ومن شأنه أن يفتح الباب أمام المزيد من الدراسات لاستكشاف التاريخ الجيولوجي والحيواني الغني لسوريا.

”هينودوس شبيه السلحفاة، الحيوان ذو السن الواحد“ من توبنغن-لوستناو
تذكرنا هذه الاكتشافات السورية مباشرة، باكتشاف سابق لحيوان فريد من نوعه على مستوى العالم، تم العثور عليه في توبنغن ويمكن مشاهدته هنا في متحف الحفريات الجيولوجية التابع للجامعة، يسمى Henodus chelyops أو ”الحيوان ذو السن الواحد الشبيه بالسلحفاة“. يصفه علماء الحفريات بأنه ”إحدى أعظم الاكتشافات في توبنغن“. منذ عام 1934، أسفرت ثلاث حملات تنقيب على المنحدر الحاد لنهر غولدرسباخ في توبنغن-لوستناو عن اكتشاف ثمانية عينات، وهي الوحيدة في العالم. لم يتم العثور على أنواع مشابهة إلا في البرتغال وإسبانيا.
أول وصف لهذه الحيوانات جاء من عالم الحفريات الشهير فريدريش فون هوين من توبنغن. كان طول الحيوان حوالي متر واحد، ويشبه السلاحف البحرية بسبب جسمه العريض والمسطح، ولكنه ينتمي إلى فصيلة الديناصورات البحرية ذات الأسنان المربعة. في نظرية التطور، يُطلق على هذا النوع من التطور اسم ”التطور المتقارب“، وهو يعني التطور المستقل لخصائص متشابهة في أنواع غير مرتبطة ببعضها البعض بسبب ظروف بيئية متشابهة. كان الدرع القوي يحمي كلا النوعين من الحيوانات المفترسة، والتي كانت في عصر Henodus عبارة عن ديناصورات مفترسة كبيرة الحجم.
كان الهينودوس شبيه السلحفاة يمتلك أربعة أسنان فقط (واحدة في كل فقرة من الفك) وكان يتغذى على الأرجح على السرطانات الصغيرة والنباتات المائية، التي كان يمتصها بتيار مائي كما لو كان مرشحًا ويطحنها بين أسنانه العريضة. من المحتمل أنه كان يعيش في البحيرات الساحلية أو الروافد القديمة للأنهار.
تم العثور على هذه الاكتشافات في طبقة الجبس الكيوبري التي يعود تاريخها إلى 228 مليون سنة. في ذلك الوقت، كانت أجزاء كبيرة من جنوب ألمانيا مغطاة ببحار داخلية ضحلة وبحيرات مالحة. لم تتطور ولاية فورتمبيرغ الحالية إلى أرض صلبة مستقرة إلا منذ حوالي 65 مليون سنة بسبب ارتفاعات أرضية.
يوسف كنجو وميشائيل سيفرت
tun25090905

