28. سبتمبر 2025

متحف حلب الوطني: زيارة صادمة بعد اثنتي عشرة سنة

من برنارد كيرشنر
لم يكن يوسف كنجو يتخيل أن تكون حالة المتحف الوطني في حلب بهذا السوء. بعد مرور اثني عشر عاماً على نزوحه من الحرب في سوريا، عاد المدير السابق إلى مكان عمله السابق في زيارة لمدة أسبوعين. والآن يريد طلب المساعدة من ألمانيا
” كنت على اتصال دائم مع زملائي وكانوا دائما يرسلوا لي صوراً. ولكنني لم أعتقد أبداً أن المتحف سيكون في مثل هذه الحالة. كان هذا المنظر الأسوأ بالنسبة لي.“   بدا كنجو مصدومًا بشكل واضح عندما سرد تجربته في اجتماع مع مجلة تونيوز إنترناشيونال في توبنغن. لا يوجد سوى المدخل الرئيسي للمتحف الوطني
(Wikipedia | Nationalmuseum Aleppo)
والجزء الأمامي من الطابق الأرضي في حالة جيدة. وقد تم ترميمهما بتمويل من برنامج التنمية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. يحتوي المتحف على قطع أثرية فريدة من العصر الحجري والعصر البرونزي وعصور الشرق القديم مثل تمثال ربة الينبوع أو التمثال البرونزي لأسد ماري اللذان يعودان الى عام 2150 قبل الميلاد تقريبا

قاعات المتحف متضررة بشدة
تبدو صالات العرض المتحفي في الطابق العلوي في حالة يرثى لها. فقد سقطت أجزاء كبيرة من السقف المستعار، وتحطمت النوافذ الزجاجية، وتحطم الجص وأجزاء من الجدران وتحطمت المصابيح. نُقل قسم من المجموعات المتحفية العائدة الى عصور البرونز والحديد وعصور الشرق القديم والثقافة الإسلامية التي يشتهر بها المتحف في جميع أنحاء العالم إلى متحف دمشق في عام 2016 أثناء الحرب. وتُركت التماثيل الكبيرة التي يصعب نقلها والكثير من اللقى الاثرية. العديد من القطع مخزنة في القبو لكن غمرتها المياه في العديد من الأماكن. تلك الحالة ليست ظروفاً جيدة لكنوز البلاد الثقافية. حاليا المتحف مغلق ولا توجد أي بوادر لفتحه في وقت قريب

لا أموال للكنوز الثقافية
عقد كنجو مع زملائه اجتماعات مطولة للنظر في كيفية التعامل مع إعادة الإعمار. هناك خطط أولية، ولكن لا توجد أموال. ولا حتى صناديق لحفظ القطع الأثرية بأمان. ستكون الخطوة الأولى هي سحب المياه في القبو. المضخات موجودة، ولكن لا توجد كهرباء ولا ديزل للمولدات. ثم يجب تركيب نوافذ جديدة وإصلاح الأسقف والجدران واستبدال الانارة. كما أن أجهزة إنذار الحريق وكاميرات المراقبة معطلة. قائمة الأعمال طويلة، تنتظر الحكومة الانتقالية وتأمل في الحصول على مساعدة من الخارج

التراث الأثري تحت الخطر
لقد تضررت المباني الأثرية في حلب بشكل أكبر. مثل القلعة التي تعود إلى العصور الوسطى، والتي بناها الأيوبيون بشكل رئيسي
(https://de.wikipedia.org/wiki/Zitadelle_von_Aleppo)
 وقد دُمرت أجزاء من القلعة المسجلة على لائحة التراث العالمي التي تشرف على المدينة بشكل كامل. المقهى الشهير عبارة عن كومة من الأنقاض، كما شاهد كنجو أثناء زيارته مع زملائه. كما تضرر المتحف وأجزاء من سور القلعة بشدة. يتم دعم مئذنة المسجد في القلعة مؤقتاً بالسقالات لمنعها من الانهيار

 المعبد في حالة ليست جيدة
يوجد في قلعة حلب معبد من عصر البرونز لايزال في مكانه
 (https://www.gerda-henkel-stiftung.de/die-zitadelle-von-aleppo-und-der-tempel-des-wettergottes?page_id=75709)
 والذي يعود تاريخه إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، تمت تغطية جميع الجدران والمنحوتات بالكامل بأكياس من الرمل.  لا يُسمح بزيارة القلعة في الوقت الحالي كونها غير جاهزة لاستقبال عدد كبير من السياح
ويُقال إن الوضع في المواقع الأثرية في المنطقة المحيطة لمدينة حلب أسوأ من ذلك. فقد تكون القنابل والذخائر غير المنفجرة وغيرها من المعدات الحربية منتشرة في كل مكان.  لهذا السبب يريد فريق كنجو إطلاق مشروع يتم فيه تسجيل وتوثيق المواقع الأثرية باستخدام طائرة بدون طيار. حتى يمكن إزالة مخلفات الحرب الخطيرة التي خلفتها الحرب

المتاحف الألمانية مطالبة بأن تكون راعية لمتاحف حلب
ولكن هذا يتطلب أموالاً، الكثير من الأموال. ولهذا السبب التقى كنجو بأشخاص مهمين مثل المدير العام للآثار والمتاحف في دمشق. هذه الهيئة هي المسؤولة عن التراث الثقافي في البلاد وهي التي تتخذ القرارات. لم تعين الحكومة الانتقالية بعد وزيراً للثقافة. كان لدى كنجو انطباع جيد بعد الاجتماع: “كان الاجتماع مفيدًا للغاية.” سيقوم فريقه بوضع قائمة بالأعمال اللازمة وتسليمها إلى المدير العام
هناك العديد من الأفكار. ربما تكون المعارض المتنقلة للكنوز الفنية من سوريا في الخارج إحدى الطرق لجذب الأموال إلى البلاد. البحث عن داعمين الآن على قدم وساق. يأمل كنجو في الحصول على دعم من مؤسسة جيردا هينكل، التي رعت بالفعل الحفريات في موقع القلعة. ولعل إنشاء جمعية مع المتاحف الألمانية ورعايتها سوف يساعد في ذلك. أما المدير السابق للمتحف الوطني في حلب فينتظره الكثير من العمل